أيمن حسن : يستمر رفض آمنة عبد الغني (صيدا – طولكرم) الانفصال عن خطيبها الأسير أنور عليان رغم سنوات السجن الطويلة والتي لا تطيقه أي فتاة في العالم, إنها إرادة المرأة الفلسطينية التي تثبت لنا تحديها لكل الظروف مهما صعبت وكيفما تعددت.
آمنة عوني عبد الغني ,, فتاة في العقد الثالث من العمر تقطن بلدة صيدا شمال طولكرم المحتلة تقدم لخطبتها أسير معتقل في سجون الاحتلال ..
بداية القصة
تبدأ القصة بعد الهجمة الشرسة التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على مدن الضفة الغربية في إطار عمليات موسعة تستهدف المقاومة الفلسطينية التي كان المقاتل أنور عليان أحد أفرادها , فلقد انضم أنور لصفوف سرايا القدس الجناح المسلح للجهاد الإسلامي في مطلع انتفاضة الأقصى, وكأي مقاتل فلسطيني طاردته قوات الاحتلال لتعتقله في تاريخ الرابع من نيسان لعام ألفين وثلاثة ( 4-4-2003) بعد عملية واسعة أطلقت عليها قوات الاحتلال " نبش القبور واستئصال الجذور " ..
بكل تحدٍ تحدثت آمنة عن قصتها قبيل خطبتها من الأسير " أنور" الذي كان صديقًا حميمًا لأخويها المجاهدَين ( أنور وشفيق عبد الغني ) واللذين استشهدا في عمليات اغتيال منفصلة قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي وتضيف قائلة : " تقدم أنور لخطبتي في المرة الأولى عندما كان يختبئ مع إخوتي في مزرعة نمتلكها بعدها تحدث لي إخوتي عن طلب الخطبة التي ترددت كثيرا في أخذ قرارها إلا أن الاحتلال اغتال إخوتي واعتقل أنور".
الإصرار والتحدي
تابعت أمنة تقول :" بعد عدة أشهر من اغتيال أخي الشهيد شفيق جدد أنور تصميمه على خِطبتي رغم وجوده في المعتقل وتوجه لوالدي بطلب رسمي لأوافق على الارتباط به بعد أداء صلاة الاستخارة" وعن الراحة النفسية التي انتابتها خلال صلاة الاستخارة تحدثت "كما أنني بعد أداء صلاة الاستخارة دوماً أشعر وكأنه لن يطول بقاؤه بالمعتقل وأن الإفراج عنه سيكون أقرب ما يمكن وأشعر براحة نفسية تامة وأوكل أمري دوماً لله"
ظروف صعبة
وعن الظروف الصعبة لخطيبها الأسير " أنور" تتحدث آمنة : " بعد العملية التي نفذها شقيق" أنور" في مدينة "نتانيا" , قامت قوات الاحتلال بهدم منزل العائلة , كما أنه يعتبر المعيل الوحيد للعائلة بعد استشهاد أخيه " هكذا كانت ظروف أنور المطارد قبل أسره حيث تشير أمنة أنه لم يتمكن من زيارة أهله من شدة الملاحقة التي كان يتعرض لها .
أما عن حالته الصحية تقول أنه يعاني ظروفاً صحية ونفسية سيئة بسبب الإهمال الطبي وتعرضه لفترة تعذيب قاسية إبان اعتقاله التي استمرت ثلاث شهور في سجن" الجلمة" وتعرضه للعزل الانفرادي ومنع ذويه فترةً طويلة من زيارته في المعتقل بذرائع أمنية واهية.
الأمل المستمر
كما كل عوائل الأسرى الفلسطينيين يستمر الأمل المعقود والراسخ في قلب الفتاة المؤمنة آمنة عبد الغني والتي تتحدث عن تفاؤلها المستمر والمستمد من إيمانها الشديد بقدرة الله ومشيئته تقول : " مستحيل أترك أنور حتى ولو لواحد بالمائة وإن لم يجمعني الله به في الدنيا سيكون لقاؤنا في الآخرة بإذن الله ودائما أشعر بأن الفرج قريب " , وتمنت في مناشدة لخاطفي الجندي الإسرائيلي" شليط " إدراج اسم خطيبها الأسير كونه من أصحاب الأحكام العالية .
هذه هي الصورة الحقيقية للفتاة الفلسطينية, فإرادة الحياة لا تبوح بأسرارها إلا لمن يمتلك الأمل والتحدي ويمتلك من الدوافع والأسباب ما يمكنه الاستمرار بالتضحية والفداء.</B></I>